الإسلام والتنمية

$ 6

هذه محاولة لتلمس الخطوط العريضة للإسلام والتنمية، فالإسلام دين ذو مبادئ ومضامين سامية نبيلة تهدف إلى خير البشرية، وهذا بحد ذاته يهدف إلى رقي الفرد والأمة معاً، ويمثل مشروعاً حضارياً يحمل كل معاني العدالة بأبعادها السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وكل مبادئ الحرص على العلم والعمل والجد والإجتهاد والأمانة والنزاهة والمصداقية والشفافية. وهي محاولة ليس فيها أي إجتهاد في الدين، أو خوض في أعماقه ومخزونه، لا في التفصيل ولا في التأويل، ولكنها قراءة تأملية للمبادئ والواقع وفرص التكتل والتنمية. وإذا كان واقع أكثر البلدان الإسلامية مرتبطاً بالتخلف ومرهوناً به، فذلك يرجع إلى خلل في هذه البلدان وممارستها التي قد تفصلها هوة واسعة عن مبادئ الإسلام ومضامينه ومشروعه الحضاري. والإسلام، في جوهره، يحرص كل الحرص على التوازن بين الأبعاد المدنية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية، حيث إنه وضع مبادئ عامة تتمحور حول الشورى والعدل والمساواة، وهي مبادئ أساسية في أي نمط سياسي، وعليه فإن الديمقراطية، من حيث جوهرها ومضامينها المتمثلة في حق الناس في إختيار من يتولى السلطة وإخضاعه لآلية المحاسبة والمساءلة، هي من صميم جوهر الإسلام.
ولو كان هناك تطبيق لجوهر الإسلام وحكمته، لتحققت المساواة بين الناس من جهة، وبينهم وبين الحكام من جهة أخرى، ولتحققت العدالة الإجتماعية والإقتصادية في إطار الحوافز الإقتصادية التي يعتمد فيها المردود على الجهد والكسب والدأب على العلم. لكن التطبيق يعتمد على قوة الوازع الديني، فإذا وهن الوازع الديني وهن التطبقن وعندئذ فإن الأهداف المرجوة من تطبيق جوهر الإسلام وحكمته لن تحقق، لأنه ليس ثمة التزام فعلي بهذا الجوهر أو بتلك الحكمة.

Releases Date 2000
Category إقتصاد وأعمال / التنمية
Edition 1
Cover Type Normal
#Pages 148
Available Volumes 1
Size 24*17