شعر سعاد الصباح حديث القلب والروح معاً، إنه الشعر الجميل الجريء المعبر عن عطاء كبير، والمتميز. وإذا كانت سعاد الصباح كذلك، فإن نجوى حسن أميل في كل ما تكتب إلى شاعرية الحرف، لذلك كات تآلفها طبيعياً مع سعاد الصباح وبخاصة في مواقف الدفاع عن المرأة. نقرأ في هذا الكتاب دراسة نجوى حسن لشعر سعاد الصباح، فهي في تناولها لمواضيع شعر سعاد الصباح، استطاعت أن تغطي مساحة مهمة من شعر الصباح باقتدار، كما استطاعت أن تواكب نشيدها الطويل بتميز فلم تكن نجوى حسن فيما كتبته مجرد قارئة للشعر، بل كانت في الأغلب الأ شاعرة تداخل حروف شاعرة لتضعنا أمام صورة زاهية من النقد الجميل الموحي الذي يستطيع أن يسبر عمق القصيدة ليصل إلى مؤداهل ومبناها ومبتغاها بصورة أخاذة. وعليه تم تناول المواضع الآتية في شعر سعاد الصباح وهي: 1- المرأة في نبض سعاد الصباح، 2- الحب في حدس الشاعرة، 3- الثورة والتمرد، 4- الحس القومي والوطني، 5- الأمومة والرثاء، وأخيراً قراءة في ديوان "قصائد حب" و"ديوان" امرأة بلا سواحل". خذ الخريطة.. رتبها كما تشاء.. فالقارات أنت.. والبحار أنت.. وأنا أنت.. من اسمك تبدأ جغرافية المكان.. ومن عينيك تأخذ البحار ألوانها.. ومن ثغرك يولد الليل والنهار.. ومن إيقاعات صوتك.. ومن شرايين يديك.. أولد أنا.. يطاردني حبك.. كسمكة قرش لا تشبع.. يطاردني فوق الماء, وتحت الماء.. يختار نقاط الضعف في أنوثني.. ويعتريني بلا هوادة.. حتى يصبغ دمي.. جميع المحيطات باللون الأحمر. لقد اندست الشاعرة سعاد الصباح بين خلايا كل إمرأة عربية, ومنحت نفسها بطاقة مرور وتصرف, فبدأت تفكر عنها ومعها. وتعاني آلامها, وتشعر بما تجيش فيه نفس كل إمرأة, وفي ذهنها نزعة إنسانية لتوطيد العلاقة بين الرجل والمرأة في شكلها السليم خارج إطار الحب والجنس والزواج, فنراها تشهر قلمها في وجه الظلم, وتبدأ بتشريح الاستبداد, وتسليط الضوء على الدهاليز المظلمة.. والبؤر العفنة. والعقول المتحجرة, والسلفية الموروثة لسيادة الرجل أياً كان دون الرجوع الى أي فارق يميز المرأة عنه.