التبشير بين الأصولية المسيحية وسلطة التغريب

$ 6

قبل مدة طويلة من إرسال أوربا حملاتها العسكرية إلى وطننا العربي، كانت قد مهدت لهذه الحملات بإرساليات تبشيرية، وذلك إيمانها العميق بالدور الكبير الذي يلعبه العامل الروحي/ الثقافي في تجذير إستراتيجية التغريب. فسلاح الكلمة يظل عبر نشاطه أعظم فتكاً من أي سلاح آخرن على إعتبار أن الكلمة تمارس فتكها وتدميرها لجوهر الإنسان... لروحه، فحيث تقوم باغتصاب الروح من الداخل ببطء لتضمن إغتصابها باستمرار، وتحقق حالة إستلابها وخيانتها لتاريخها بالذات.
" لقد أثبتت التجربة الإستعمارية أن الذي يضمن السيطرة على الشعوب هو التخريب الروحي والقيمي لهذه الشعوب، أو ما يسمى حرب المعنويات في شقيها الثقافي والإجتماعي، كحرب اللغة، والتعليم، والفن، والأدب، والذوق، والعادات، والتقاليد، والأزياء، والطقوس، ومكانة المرأة..". فعلى الأمة المستعمرة الضعيفة أن تواجه دائما محاولات تخريبها الحضاري وتنسيتها تاريخها وذاكرتها، ومحاولات فرض تاريخ وذاكرة الشعوب أو الأمم التي غزتها. وهذا ما أراده الغرب من التبشير.، وكل مار رافقه من نشاطات فكرية وثقافية في وطننا العربي منذ أن فكر غزونا حتى تارخه.

Releases Date 2000
Category سياسة / فكر سياسي
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 2-84305-233-5
#Pages 180
Available Volumes 1
Size 21*14