الحقيقة من حقائق القرآن المسكوت عنها

Authors نيازي عز الدين

Publishers خاص سورية, بيسان للنشر والتوزيع لبنان

$ 14

أرجو أن لا يدخل إلى فهم القارئ أن المؤلف يدعي لنفسه أنه علم وحده أسرار القرآن فأتى ليتحدث عنها. إذ لا أحد يستطيع أن يدعي لنفسه أنه فهم حقائق القرآن كلها.
القرآن كتاب الله تعالى، كتاب حي ليس بورقه وحبره ولكن بأفكاره وكلماته وآياته، التي لها القدرة على التفاعل مع العقل الإنساني، وتتحداه في كل زمان ومكان، علماً وتقنية وثقافة وفكراً. ومعجزاته أكثر من أن تحصى، وتحدياته للعقول أكثر من أن تعد. وعلم آباؤنا الأولون النواحي الظاهرة من إعجازات الكتاب، كالإعجاز اللغوي والبياني والتعبيري. وكلغة أدبية في إستخدام الأمثال والرموز والتصوير والتشبيه والكناية والإستعارة، وغاب عنهم الإعجازات العلمية والإحصائية، كما غاب عنهم إعجازات أخرى فريدة من نوعها كجعل الكتاب وآياته سهل الحفظ وسهل الفهم على كل من يحاول فهمه إذا كان يعرف العربية ومفرداتها، وجعل الله تعالى مبادئه وتعليماته مختبئة خلف الكلمات بحيث إذا أشرك الإنسان مع كتاب الله كتباً أخرى مثل كتب الأحاديث أو التفاسير المختلفة امتنع الكتاب عن الفهم، وأصبحت الكتب الأخرى تقف مقام الغشاوة على العين فتمنع وضوح الرؤية، أو تقف مقام الوقر المانع من السمع فلا يسمع قارئها الحقيقة، وتقف مقام الحاجز أمام العقل فتمنع قارئها أو سامعها من فهم مقاصد الرحمن.. فيظن عندها القارئ كأنه يقرأ رموزاً يعجز عن حلها ويكتفي بما قاله المفسر من معاني، فيخسر لأنه استعان على فهم كتاب الله بكتاب آخر من صنع البشر.