ما قل ودل
Authors
سليم الحص
Publishers
شركة المطبوعات للتوزيع والنشر لبنان
$ 9
ردد القول إن الدولة العظمى أميركا قد لا تريد شيئاً من لبنان ولكنها تريد الكثير الكثير عبره. فهي عبر لبنان تضغط على الفلسطيني والسوري والإيراني والسعودي وسواهم. وقدر لبنان أن يكون في جوار دولة العدوان إسرائيل، له حدود مشتركة معها، فتستغل إسرائيل هذا الواقع لتبعث برسائلها عبره إلى أقطار المشرق العربي كافة وكذلك إلى دول العالم أجمع، خصوصاً بعد أن أضحى هذا البلد الصغير موضع متابعة من الأمم المتحدة بقرارات متتالية. ويؤهل لبنان لهذا الموقع الفريد، الذي لا يحسد عليه، ما يتمتع به من حريات جعلت لصحافته وسائر وسائل إعلامه صوتاً مدوياً في العالم العربي والمغتربات اللبنانية. كذلك كان للانتشار اللبناني في شتى أصقاع العالم دور في تعميق أسباب التواصل بين لبنان والعالم الخارجي. فإذا بكل ما يطرأ داخل لبنان ينعكس بأصدائه على الصعيدين الإقليمي والدولي. إلى كل ذلك يحتضن هذا البلد الصغير نظاماً مصرفياً أكبر كثيراً من حجمه، وكذلك بعض قطاعات الخدمات التي يستفيد منها الجوار العربي، وهي من العوامل التي جعلت لبنان محجة لكثير من الأشقاء العرب حتى في ظروف عصيبة مر فيها هذا البلد الصغير. يطيب للبنانيين أن يقولوا أن لبلدهم سحره. لو تعرض بلد آخر لما تعرض ويتعرّض له لبنان هذه الأيام من ضغوط وتدخلات وتجاذبات لتصدع وربما تشظى. أما لبنان، فإنه بقي صامداً متماسكاً، واستمرّ اقتصاده في طريق النمو ولو بمعدلات خفيضة، ومما ساعد على وجود هذه المفارقة الاغتراب اللبناني الواسع الذي بقي بمنأى عن كل السلبيات التي طبعت أوضاع لبنان الداخلية، وكذلك تصاعد حركة الهجرة. ومما ساعد على كل ذلك تفجّر فورة نفطيّة غير مسبوقة.
- Add to wishlist
-
(0)
Related Books
-
Out of Stock
-
Out of Stock