العاشق

Translators صالح الأشمر

$ 6

تقوم رواية (العاشق) لمارغريت دوراس على الإزدواج السردي، أو التماهي بين الراوي والشخصية، وكأن عدستي الرصد لدى الكاتبة قد تحولتا إلى عدسة واحدة، فتبدأ روايتها بضمير المتكلم عن امرأة عجوز تعيش تجربة ذاتية، وتقص علينا التجربة كما لو أنها “سيرة ذاتية”، فالعجوز التي تبدأ بسرد حكايتها تنقلنا بعد أسطر قليلة نقرأها إلى زمن آخر، تلتقي فيه رجلاً في قاعة عامة، قال لها أن جميع الناس كانوا يرونها جميلة حينما كانت صغيرة، أما هو فيراها الآن، وهي عجوز، أكثر جمالاً مما كانت عليه وهي شابة. “ذات يوم، في بهو مكان عام، وكنت قد تقدمت في السن، أقبل نحوي رجل عرّفني بنفسه وقال لي: “أعرفك منذ زمن بعيد. يقول الجميع إنك كنتِ جميلة وأنتِ شابة، وقد أتيتُ لأقول لك إنني أجدك الآن أجمل مما كنتِ في شبابكِ …”. أعادها ذلك الكلام إلى طفولتها ومراهقتها الأولى .. ثم شعورها بالشيخوخة .. فراحت تفتح دفتر ذكرياتها لتطلع القارىء على أشياء مرت في حياتها سريعاً، وأشياء أدمنتها وترسخت في وجدانها … لتقول لنا أنها شعرت بالشيخوخة وهي في سن الثامنة عشر من العمر. لقد اختصرت مرحلة الشباب على نحو مفاجىء وسريع ولينكشف السرد عن أن تجارب هذه العجوز هي تجارب دوراس / الكاتبة ذاتها، تحكي لنا عن أمها بأنها كانت امرأة تتمتع بصفات جادة فدفعت أولادها بكل قوة إلى متابعة تعليمهم، وقد عملت دون كلل من أجل توفير الأجواء، لتلك الغاية، ولكنها في النهاية لم تفلح فيما تريد. يرحل الإبن الأكبر إلى باريس للدراسة لكنه يخيب أمل الأم بالنجاح، فتعمل جاهدة لمنع الفتاة والإبن الأصغر من السفر. إنها أم كما تصفها الكاتبة “أشد بأساً من البأس” يستأثر الإبن الأكبر بحبها وعواطفها فتشعر الأخت بالضغينة تجاهه، بل تتمنى لو تقتله “تنتابني الرغبة في أن أقتل أخي .. كم وددت لو اقتله … أمي أحبته بشدة وبشكل يسيء إلينا”. ولذلك قررت الروائية الرحيل وحلمها (الكتابة)، سألتني: ماذا ستكتبين؟ أجبت: أكتب روايات … وهكذا استطاعت مارغريت دوراس سبر أغوار نفسها والكتابة عنها ومفتاحها ذلك الرجل الثري الذي نزل من سيارته الليموزين واقترب منها لتبدأ منذ ذلك اليوم قصة “العاشق”. يبقى أن نشير أن رواية العاشق فازت بجائزة غونكور الأدبية عام 1984.

Releases Date 2017
Category أدب / أدب عالمي
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 978-9933-353-56-8
#Pages 126
Available Volumes 1
Size 21*14