Releases Date | 2017 |
---|---|
Category | ببليوغرافيا ومذكرات / أعلام |
Edition | 1 |
Cover Type | Normal |
ISBN | 978-9933-353-11-7 |
#Pages | 120 |
Available Volumes | 1 |
Size | 21*14 |
عام السرطان
Authors
سالمة صالح
Publishers
منشورات الجمل
$ 5
قال الطبيب: "موريوس هودجكن وكارزينوم، سألته: وما هذا؟، قال: سرطان، ثم أضاف، من النادر أن يصاب شخص بنوعين من السرطان في نفس الوقت، قلت: هل هو قابل للشفاء، أجاب: نظرياً، لم يثر لدي الخبر أي شعور بالخوف أو الحزن ولا أي سؤال عما يمكن أن يحدث في الأيام القادمة، لم أشعر بالصدمة ولذلك ربما لم أنطق بكلمة (هراء) الأكثر إستعمالاً بالألمانية التي كان يمكن أن أصرخ بها أو أقولها همساً، بل ملأني شعور كبير بالفراغ، وفي الوصول إلى نقطة انتظرتها أحد عشر يوماً، وفيما عدا هذا فقد شعرت بالراحة لأنني سأستطيع في صباح اليوم التالي مغادرة المستشفى، ما كنت أحتاجه هو أن آخذ حماماً ساخناً... كنت قد ضفت بإقامتي في المستشفى حيث أجري لي فحص واحد في اليوم وكان ذلك لا يستغرق إلا وقتاً قصيراً ثم لا أجد ما أستطيع فعله بقية النهار، ولا بد أن الطبيب المقيم قد ضاق ذرعاً بأسئلتي الملحاحة ورغبتي في مغادرة المستشفى حين قال لي "يمكنك القيام بنزهة طويلة يوم الأحد، ولكن عليك أن تبلغي الممرضة بأنك لن تحضري على الغداء". كانت النزعة الطويلة هي تورية لمغادرة المستشفى بضع ساعات وهو أمر غير مسموح به بالطبع، اتفقنا أنا وشريكي في الغرفة أن نقوم بهذه النزهة بالتناوب... غادرت المستشفى قبل الظهر، حاملة معي ما اتسخ من الثياب، وتوجهت إلى المنزل، يحيط برسغي الشريط الأبيض الذي ربط حوله في اليوم الأول كتب عليه بحبر لا يزول بالغسل اسمي وتاريخ ميلادي اللذين كتبا أيضاً على ورقة ألصقت على طرف السرير، وكان هذا في البداية مبعثاً للإطمئنان، سيمنع هذا الإجراء وقوع خطأ أوشكت أن أكون ضحيته قبل خمس وثلاثين سنة في لايبزك، حين جاءت الممرضة إلى الجناح وكنت أشغل السرير الأخير في صدر الغرفة، اتجهت إليّ لا تلوي على شيء، وطلبت مني أن أستلقي على جانبي، غرست الإبرة في العضلة وطلبت مني أن أحمل وسادتي وأتبعها حيث ينتظر في الممر سرير ذو عجلات، حين سبقتني إلى الباب سألتها السيدة التي كانت تشغل السرير الأول، وكانت قد أمضت في هذا الجناح شهرين كاملين، لِمَ ذاك وقد انهت علاجها؟... عند ذاك نظرت الممرضة في أوراقها وسألتني: ألست السيدة... لا أتذكر الإسم الآن بعد كل هذه السنوات - ترددت سيدة من وسط القاعة وقالت أنها أنا، كانت المرأة تحمل اسماً أجنبياً هو اسم زوجها الإيطالي، وكنت أنا الأجنبية الوحيدة في الجناح، ولولا تدخل السيدة التي كانت تعرف بسبب إقامة الطويلة في المستشفى تسلسل الإجراءات لأجريت لي عملية ليست بحاجة إليها، لم يكن أحد قد اخترع يومذاك الشريط الأبيض الذي يحمل الإسم وتاريخ الميلاد، لكني أشعر الآن بالشرط الأبيض حول رسغي وأنا في طريقي إلى المنزل مثل سجين هارب من سجنه. لا ينبغي أن يحدث لي شيء في الطريق أو في البيت، لأنني يجب أن أعود إلى المستشفى في الموعد، تناولت طعامي في المنزل واغتسلت ثم رزمت ما أحتاجه من الثياب وعدت إلى المستشفى... كان الطبيب المقيم يضع برنامج الفحص لكل مريض ويقوم بالزيارات الصباحية اليومية... وفيما عدا هذا يقوم أطباء آخرون بزيارات مسائية بين حين وآخر، وفي أحد الأيام زارني طبيب شاباً من قسم الجراحة، وعاين العقد للمفاوية في الرقبة، تمهيد لإجراء عملية لإزالتها وإجراء الفحص المختبري عليها، لكن الطبيبة الأعلى مرتبة التي قامت بالزيارة المسائية أخبرتني أنها أوعزت بأخذ عينات من الغدد لفحصها بدلاً من العملية الجراحية... وقد كان قرار الطبيبة حكيماً، أنقذني من عملية غير ضرورية، وقد لا تسيرون مشكلة، فقد ردت لي الممرضة التي تقوم بالعلاج الطبيعي أن عملية من هذا النوع أجريت لوالدها فأصبح بعدها غير قادر على تحريك رأسه، في المساء اتصلت بفاضل وقلت له أنني سأعود غداً إلى المنزل، سأل عن نتائج الفحص فأخبرته أنه السرطان سمعت صوته يتهدج وعرفت أنه يبكي، قلت له: لا تبكِ فإنني لم أمت". تجربة المرض المترنحة بين الكآبة والأمل تتوسدها صفحات هذه القصة... هذه الحكاية التي تجعلك منفتحاً على عالم أوسع من عالم يأسرك باليأس والإنسحاب من الحياة.. عالم ينطق بالتفاؤل والأمل والرجاء... هامسة وبصوت واثق بأنه ما زال هناك متسع من الأمل... وبأنه من بين الغيوم لا بد أن تطل الشمس... وبأن من زحمة الألم يقفز أمل يذكر دائماً وأبداً بأنه رغم الأحزان ما زال هناك أشياء حلوة رائعة تستحق الحياة.
- Add to wishlist
-
(0)
Related Books
-
Out of Stock
-
Out of Stock