في كتابه "إيديولوجيا التوحش" يتتبع الدكتور قاسم خضير عباس (ظاهرة الإرهاب) عبر التاريخ، بهدف معرفة الأسباب والدوافع لهذه الظاهرة العالمية التي تتحرك في كثير من دول العالم بخفاء وسرية تامة. وفي بحثه عن أسباب الإرهاب يعود المؤلف إلى أهم الكتب والتقارير الصحافية والتيارات الفكرية التي ساهمت في نمو وإنتشار الإرهاب، ويعزو السبب إلى سياسة الولايات المتحدة الأميركية التي "تنشط فيها خلايا إرهابية تضم ثلاثة ملايين فرد، في ثلاثين ولاية وخصوصاً في تكساس، وتمول عملياتها بالسطو على البنوك". ويبرهن على ذلك بما جاء في كتاب (فرانز فانون) المعنون "المعذبون في الأرض" الصادر عام 1961م، والذي اتهم فيه الغرب والولايات المتحدة بالتعامل اللاأخلاقي والعنصري مع دول العالم الثالث. والنتائج كما يقول علماء المنطق ترتبط بمقدماتها، فقد أدى إستعمار المنطقة، وسرقة موارد العالم الثالث، والكيل بمكيالين في القضية الواحدة خدمة للمصالح الأميركية والغربية، أدى كل ذلك إلى إفراز الفقر والمرض والجهل والمشاكل التنموية - التنموية في الوطن العربي، وكانت من نتائجها الإرهاب. لذلك، يكشف المؤلف أن السياسة الأميركية كانت دوماً تدرس بإصرار إيجاد عدو خارجي مفترض، حتى أنه تم تكليف وزارة الدفاع بعقد إجتماعات مطولة مع خبراء ومفكرين، للإعداد لدراسات إستراتيجية تقوم على أساس أن: "الإسلام هو العدو المفترض لأميركا والغرب بعد سقوط الولايات المتحدة". وفي هذا الإطار يسلط المؤلف الضوء على أسباب ظهور تيار التكفير السلفي والتنظيمات الأخرى ولا سيما (تنظيم القاعدة)، ويُذكرّ بالظواهر الدكتاتورية في العالم العربي والإرهاب الحكومي في الدول العربية الذي ولد الإرهاب المضاد لبعض الجماعات المتطرفة وغيرها. من هنا، يدعو المؤلف لتلمّس جميع أسباب الإرهاب الحقيقية ومواجهتها من خلال الدعوة إلى الديمقراطية ومداورة السلطة بإنتخابات نزيهة، بعيداً عن التثقيف الحزبي للحكومة. توزعت الدراسة على ثمان فصول إستخدم فيها المؤلف منهج التحليل الإستقرائي لظاهرة الإرهاب، وتناول قضايا جوهرية في السياسة الأميركية الخارجية، وموضوع الأقليات الدينية في المجتمع المسلم... وعناوين أخرى ذات صلة