أسد البصرة

$ 8

الصراع على الهوية هي ممكن العلّة في رواية "أسد البصرة" والوقائع التي تقولها صادمة بقدر ما هي فاضحة، فالكاتب ضياء جبيلي يتخذ من الهويات المتصارعة في بلاده ميداناً للروي، فيبدأ عمله بمشهد يحمل نوعاً من العبث والسخرية والأسى في الوقت نفسه، "أنوح على ماريو هو الوحيد يفهمني!"، "نوح على جهنم!"، "أي، أنوح على جهنم..." رد موشي على عمته هيلا بمزيد من الغضب: "هذا أحسن من ما أغوح على إسرائيل!". يتوجه بطل الرواية بطريقة إفتراضية متخيلة إلى الروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا ليحكي له حكايته التي يعتقد أنها ستكون مادة خام له يمكن أن يخلق منها بأسلوبه رواية مميزة. وبطل الرواية في "أسد البصرة" هو نتاج زواج أبيه اليهودي وأمه الأرمنية في البصرة في خمسينيات القرن العشرين، ويختار له الروائي ثلاثة أسماء في الوقت نفسه "موشي" خاجيك، أمل"، يبقى الشاب اسير ازمات نفسية تعصف به، وضحية تربية يائسة لثلاث نساء (العمة اليهودية هيلا، الخالة الأرمنية ميساك، الأم بالتبني المسلمة حنان) اللواتي يخضن صراعاً خفياً من أجل إظهار شخصيته بالصورة التي تراها كل منهن أنسب له ولإنتمائه. وسط هذا الصراع لا يفلح بطل الرواية في إلغاء أي جانب من شخصيته وهوياته، لذلك نراه حائراً ضائعاً بين ما يفترض أن يكون وما هو كان، يتماهى مع الجماد أحياناً، ومع الحيوانات في غرائزها، يصدّر العنف إلى أقرب الناس منه، ومنهم أخته بالتبني "نسرين" التي تكون إحدى ضحاياه، في رحلته تيهه وضياعه بين أفكاره وواقعه. تجري أحداث الرواية في فترة زمنية تمتد من خمسينيات القرن العشرين إلى ما بعد الإحتلال الأميركي البريطاني للعراق، عندما يتغلغل بشكل سري عناصر الوكالة اليهودية للهجرة من ناحية، وبعض مؤسسات الهجرة المسيحية السرية من جانب آخر، في العراق، وتحديداً في البصرة، وتكون مهمتهم إنتشال ما تبقى من كبار السن من اليهود العراقيين، أو من يرغب في الهجرة من الأرمن البصريين لترحيلهم إلى إسرائيل أو أرمينيا. يصف الروائي الجبيلي روايته "أسد البصرة" بأنها "رواية" "الهوية الهجينة"، ويشير إلى انها ربما تكون هي رواية العراق الذي يأكل أبناءه، وتؤرخ لصراع أديان وقوميات مصغر في بقعة محددة من الأرض من أجل إثبات الذات عن طريق التعبئة".

Releases Date 2016
Category أدب / روايات
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 978-9933-35-232-5
#Pages 240
Available Volumes 1
Size 21*14