Releases Date | 2015 |
---|---|
Category | فلسفة / فلسفة غربية |
Edition | 1 |
Cover Type | Normal |
ISBN | 978-9933-350-79-6 |
#Pages | 432 |
Available Volumes | 1 |
Size | 21*14 |
النظرية التقليدية والنظرية النقدية
Authors
ماكس هوركهايمر
Translators
ناجي العونلي
Publishers
منشورات الجمل
$ 15
قد يبدو لأول وهلة أن تمييز هو ركها يمر بين النظرية التقليدية والنظرية النقدية لا يبدو كونه (كما ذهبت إلى ذلك بعض الأدبيات الفلسفية في بادئ الأمر) تمييزاً استيمولوجياً ينحصر في مجرد الإختلاف بين تصوّرين للعلاقة بين المعرفة والنظرية والموضوع؛ أي يبدو أنه تمييز من مجرد منظور نظرية المعرفة ونقدها. والحق أن بعض المواضع من مقالة هوركها يمر قد تشي ببعض وجاهةٍ لهذا الإعتبار الإبستيمولوجي؛ غير أن الأمر في جوهره يتعلق ببيان الفرق بين سنّتين أو تحدارَيْن نظريين متباينين حدّ التعارض فيما بينهما، ينحدر الأول كما يقول هوركها يمر في فاتحه الضميمة، من مثالية ديكارت (ويجد أوج عبارته وصوغه في منطقيات هوسّرل)، ويصدر الثاني عن نقد الإقتصاد السياسي (الذي يفترض نقداً جذرياً للمقالة المثالية في "الموضوعية التاريخية"). والحال أن النظرية التقليدية تكوّن منظومة منغلقة من القضايا تترابط فيما بينها (ترابطاً يتخذ شكل الإستنباط والإستدلال الموحدين)، ومن ثم تخضع إلى مبدأ التخصص العلمي ووهم الإستقلالية العلمية. تقوم النظرية النقدية على تطوير مفهوم مادي للعقل يجعل النظرية ترتبط إرتباطاً متوتراً بالممارسة (أي من دون إفتراض وحدة تماهٍ صوريٍّ بينهما)، ومن ثم على العكس كليّاً من النظرية التقليدية التي تفصل المعرفة عن العمل والممارسة؛ ترى النظرية النقدية أنه من همّها الأكد أن تفهم الوحدة الجدلية للمعرفة والنظرية والموضوع (لا فهماً نظرياً، منطقياً وحسب؛ بل تطبيقياً - عملياً أيضاً). وبما أن وحدة المعرفة (النظرية) والموضوع (المجتمع)؛ أي أسس الممارسة الإجتماعية في سياقات تاريخية عينية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُفْهم بإشتقاقاتها أو إستنتاجها "من الوضع المنطقي وحسب" (أي من تلقائية الفعالية النظرية دون غيرها)؛ فإنه لا مناص للنظرية النقدية أن تتوخى منهجاً جدلياً لا يسلّم بالثبات الجوهري "للعلاقة بين الذات والنظرية والموضوع" بقدر ما يعي أنه لا بدّ للتفكير النقدي أن يقترن بالتجربة من دون أن يكون في "خدمة واقع معطى مسبّقاً". وبعبارة أوضح، لا تعني جدلية التفكير النقدي "في ظلّ بنيان إجتماعي بات متصدعاً"، مجرد الوقوف عند الوقائع والاحوال (فهذا خُبريّ يكتفي بترسيخ وتنظيم مقولات يُزعم أنها محايدة قدر الإمكان)، ولا تعني أيضاً نسخ هذه الوقائع والأحوال في وحدة فكرية صمّاء (فهذا تنوير مثاليّ لا يلبث أن ينصهر في النظام القائم للأشياء ويتواطأ معه)؛ بل تعني الجدلية هنا الإنخراط في التطور التاريخي للصراعات والتناقضات الإجتماعية، إنخراطاً ما ينفك "برغم التفكير على التدقيق والتمحيص ويبدّل بالنسبة إلى النظرية والممارسة النقديتين، دلالة المعارف التي تُنتجها العلوم المتخصصة"، ومن ثم يرغم النظرية النقدية نفسها على مراجعة مقولاتها ومفهوماتها (التي لو سلّمت نهائياً بمصداقيتها لوقعت في "أغلظ أشكال الكذب" والوهم). بهذا المعنى الجدلي لا يمكن أن تكون النظرية التقليدية حكم معرفة؛ بل لا تنبني الأعلى "حكم وجود" نقدي بالجوهر، مفاده أن "الشكل الأساسي لإقتصاد السلع الذي يكوّن معظى تاريخياً، يتضمن في حدّ ذاته التناقضات الداخلية والخارجية للعصر ولا يزال ينتجها في أشكال أكثر حدّة... وأنه بات يعوق في نهاية المطاف، مواصلة التطور، ويكبح جماحه ويدفع البشرية إلى بربرية جديدة". حكم الوجود هذا ليس حقيقة نهائية بالنسبة إلى النظرية النقدية؛ بل يقتضي على الدوام، تطويراً وتعديلاً نقديين - تاريخيين ولا سيما فيما يتعلق بالتنظيم الإحتكاري الحادث لعلاقات الإنتاج الجديدة، ومن ثم بالأشكال الحادثة للهيمنة والإستغلال... وإلى هذا، فإنه لو تعقب الباحث عن التكوين النظري لصاحب هذه المقالات التي يضمها هذا الكتاب، أي ماكس هوركْها يمر (ولا سيما عن تاريخ نشوء هذا المنظور النظري النقدي) لتبين له أنه لم يأت الفلسفة على وجه التخصص الدراج بين أهلها وقتئذٍ (أي الإقتصار على مزاولة فلسفة المثاليات الألمانية وعلى تمحيص إرثها الفلسفي تحديداً). وذلك أنه على الرغم من أن هوركها يمر قد تدرج في تكوينه الأكاديمي من تحرير أطروحةٍ إلى إنجاز ملفّ تأهيلٍ جامعي حول ملكة الحكم عند كنط (في نقائضيتها ثم في مدلولاتها التوسيطية بين النظر والعمل)؛ فإن صوغه للبرنامج الفلسفي للنظرية النقدية لا يحتكم فيه إلى أيّ من المثاليات الألمانية؛ بقدر ما ينم عن تحدار نظري وأكاديمي بعينه (كنط - هيغل - شوبنهاور - ماكس رفعاً ونسخاً) يستلهم فيه بشكل معلن، الماديّة التاريخية، يعني تحدياً تحويل الفلسفة إلى ممارسةٍ نقدية جذرية من شأنها أن تكون سهم تغيير فعلي للواقع الفعلي الإنساني. وقد تبدو هذه المقالات في ظاهرها متنافرة، وألا شيء يصل بينها غرصانياً، فواحدة في سوء الفهم الميتافيزيقي للمادية من حيث مجرد مقابلتها بالمثالية، ومن ثم في محاولات بكنها عن غير دراية وعلى ما تتضمنه في أوساعِ تفكير وتغيير إلى يوم الناس هذا؛ وأخرى هي ورشة تحليلية تاريخية في "الزعيم" (ترسم صورة رينزواصيل كوزا وسافونارول وتتعقب تاريخ نشوء "المبدأ البرجوازي") ولكنها ترمي بكيفية مضمرة إلى إستكشاف الطبع التاريخي للزعيم البرجوازي/ الفاشي، وأخرى في نقد إجتماعي لنمط الفرد الذي ما تنفك الأسرة تعيد إنتاجه من حيث تطييع الفرد على التنفذ والهيمنة، وأخرى في الفرق النظري أصلاً بين شِرْعَتين في النظر، تقليدية ونقدية، ومقالة أخرى في العقل من جهة ما هو إوّاليّة مركزية للمحافظة على الذات... إلخ. لكن هذه المقالات خمستها على تنافرها الظاهر من حيث الغرض؛ إنما تجتمع على مغزى نقديّ بحت هو قوام الفلسفة الإجتماعية النقدية لهوركها يمر.
- Add to wishlist
-
(0)
Related Books
-
Out of Stock
-
Out of Stock
-
Out of Stock
-
Out of Stock
-
Out of Stock