بين فرنسا الأمس وفرنسا اليوم تتمحور موضوعات كتاب "فرنسا جمهورية الدراويش" للكاتب الفرنسي موريس ط. ماشينو، والذي يوجه فيه نقداً لاذعاً للمؤسسة الدينية والحكومة الفرنسية متسائلاً: في أية عالم نحن نعيش؟ أهو عالم أنذال أم عالم مجانين؟ وأما إذا سألت هن "موريس ط. ماشينو، فهو من الكتّاب الذين اهتموا بمشاكل المدرسة الفرنسية وتدخل الكنيسة في الحياة العامة، ترك فرنسا – كما جاء في مقدمة المترجم – وجاء إلى المغرب ليدرس الفلسفة في ثانوية آزرو سنة 1956م ، ولما اكتشف حرب الجزائر سنة 1956 انخرط مباشرة في النضال من أجل استقلال الجزائر، وبدأ يعبر عن مواقفه المعادية للإستعمار الفرنسي في الجرائد المغربية وغيرها، وهو ما جعل السلطات الفرنسية تلغي حقه في تأجيل الإلتحاق بالخدمة العسكرية وتتهمه بالمس بأمن الدولة ...". في الكتاب يركّز المؤلف على وضع الحريات العامة في فرنسا بنسخته المزيفة، وتدخل السلطة الدينية في حياة الأفراد ومواقفها التي يعتبرها دوغمائية تحاول أن تفرض على من يسيرون على تعاليمها، ما تريد يقول المؤلف: "فهي ما زالت تعمل جاهدة على إسماع صوتها عن طريق المنشورات البابوية، وتبريكات البابا، والمواعظ، ونشاط عديد من وكلائها، تحاول أن يكون لها قبضة على سلوك الناس وأخلاقهم التي تزعم أنها في انحلال مستمر. فهي تعارض على سبيل المثال بكل ما أوتيت من قوة كل تغيير ليبيرالي يمس القانون المتعلق بمرحلة الشيخوخة أو نهاية الحياة الإرادية أو الموت الرحيم (...) في محاول لغرض تشريع خانق للحريات على الأوروبيين وذلك تحت شعار الدفاع عن الحرية ...". يضم الكتاب عديد من المقالات المنشورة للكاتب في أزمنة مختلفة جاءت تحت العناوين الآتية: "وداعاً أيتها العلمانية!" ، "البابا في مدينة الأنوار" ، "معاداة العقل: مهنة الكنيسة" ، "أكذوبة الحيرة المسيحية" ، "ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة" ، "هل تابت الكنيسة فعلاً" ، "المدرسة بيت الداء" (...) وملحقات أخرى ذات صلة.