فلسفة اللغة العربية

Authors جبر ضومط

$ 12

إذا كانت اللغة العربية قد نشأت كما تنشأ كل الأجسام الحية واعتورها التغيير والتبديل كما أثبت اللغوي جبر ضومط فلا يحتمل أن يمرّ ألف وأربعماية سنة تبقي فيها على حالها تماماً. والواقع أنه عرض لها أمران جوهريان: الأولى أنها تغيرت تغييراً كبيراً في ألسنة المتكلمين بها في مصر والشام والعراق وتونس والجزائر وبلاد العرب نفسها حتى لا يكاد ابن الشام يفهم حديث ابن تونس، ولا يكاد ابن المغرب الأقصى يفهم كلام ابن العراق؛ إلا أن هذا التباين يكاد يكون محصوراً في الكلام، وقلما يتناول الكتابة، ويحتمل أن يزول أكثره بعد ما سهلت سبل الإتصال وانتشرت الجرائد والمجلات. والأمر الثاني، وهو المهم، أنه دخل العربية كثير من لغات الأقوام الذين صارت العربية لغتهم أو الذين نقلت العلوم من لغاتهم إلى العربية، ولقد كان الدخيل كثيراً في العربية قبل الإسلام، لأنه لا يحتمل أن يتصل العرب بسكان مصر والشام والعراق وفارس كما كانوا متصلين، ولا يدخل العربية كثير من اللغات المصرية واليونانية والسريانية والعبرانية والفارسية، ولو خفي على جامعي العربية أصل كثير من كلماتها فحسبوها من صميم العربية، ثم زاد الدخيل بعد الفتح، ونقل العلوم من اليونانية والسريانية والفارسية والهندية، ولو يعلم جامعو كتب اللغة أنه دخيل. فهذا قانون ابن سينا الذي ألفه في بداءة القرن الخامس بعد الهجرة فقد تم في الصفحة الأولى تعداد من جزء الأقراباذين مائة اسم من أسماء النباتات وسائر المواد الطبية، فوجد الدخيل منها لا يقل عن سبعين اسماً، وقد ذكرها ابن سينا كلها كأنها أسماء مألوفة في أيامه؛ القرن الثالث والرابع والخامس والسادس كانت من القرون الحافلة بالعلم والعلماء، كما كانت حافلة بالشعراء والأدباء، وكما كان العلماء من أطباء ورياضيين وفلكيين يرحبون بكل كلمة أجنبية تزيد غناء غناء العربية غناء كان الأدباء لا يستنكفون من إستعمال المعرب. ومنذ قام محمد علي وعلّم بعض أبنائها في أوروبا وأمر بترجمة الكتب العلمية إلى العربية، كما فعل الخليفة المأمون في عصره، دخل العربية كثير من الكلمات العلمية ثم اتسع نطاق الترجمة حتى شمل كل أنواع العلوم الرياضية والطبيعية والحقوقية والسياسية، وصار على المترجمين والمؤلفين أن يحذوا حذو الفارابي وابن المقفع وابن سينا وابن رشد، فيبقوا الكلمات العلمية على وضعها وهي تعدّ بالألوف وعشرات الألوف فتغني العربية بها، ويسهل على المتعلمين تناولها أو أن يفتشوا عن مرادف لها في العربية، ويهملوا ما لا يجدون له مرادفاً وما تتعذر ترجمته. ضمن هذه المقاربة تأتي مجموعة هذه المقالات في فلسفة اللغة العربية، والتي طرح جبر ضومط من خلالها المواضيع اللغوية التالية: ترتيب الفعل ومتعلقاته، إنتقاد رواية "فتاة مصر" أنواع الإنتقاد: الإنتقاد النحوي، الإنتقاد البياني، الإنتقاد على الرواية، الإنتقاد المعنوي الحقيقي، موضوع "فتاة مصر" وأبحاثها، مهد الجنس السامي، أصل النبط في البتراء، استلفات نظر أصحاب الأنسكلوبيديات ومعاجم الكتب عن العلاقة: ابن خلدون المسعودي، الهمداني، البلدان العربية وأهمية اللغة العربية فيها، اللغة العربية ما أخذت وما أعطت: الإشتقاق في الأفعال، ماذا أخذت اللغة العربية وماذا أعطت، أهمية اللغة العربية في الممالك العثمانية، مواد كليّة في النحو والصرف، الدكتور صروف معلماً أميركي وأميركاني، بحث في النسبة، إرتقاء اللغة العربية وإستعدادها أيضاً للإرتقاء، اللغة العربية واللغات الأوروبية، عود إلى الشعر والشعراء... إلى ما هنالك من مواضيع لغوية أخرى مثلت أبحاثاً معمقة في فلسفة اللغة العربية.

Releases Date 2014
Category لغة / علم اللغة
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 978-3-89930-630-9
#Pages 352
Available Volumes 1
Size 21*14