كافر سبت Out of Stock
Authors
عارف الحسيني
Publishers
دار الشروق للنشر والتوزيع الأردن
$ 10
كان رياض جبر، سائق السرفيس صباحاً والمطرب المشهور ليلاً يترك هاتفه يرن وهو يغني، خوفاً من أن يخسر زبوناً هنا أو هناك، لأن إسرائيل هدمت بيته الذي بناه بدلاً من خم الدجاج في حاكورة بيت أهله بالقدس، وبقي يدفع الغرامات والمخالفات الطائلة لبلدية الإحتلال عن الخيمة التي أصبح يسكنها فوق الأنقاض. رنّ هاتفه المحمول فإستأذن العريس حين رفع الهاتف ورأى الرقم المتصل، أعطانا إشارته المعهودة، فدخلنا في وصلة موسيقى "الحجالة" الصاخبة، كانت أمه تحتضر في مستشفى "هداسا" الإسرائيلي المقام على أراضي قرية العيساوية الفلسطينية، شمال شرق البلدة القديمة، سحبني من بين العازفين في الفرقة، وقال والدمع في عينيه، "تعال نشوف أمي". لم يدخلنا حراس المستشفى الوافدين حديثاً إلى إسرائيل، بسبب تدابيرهم الأمنية ورغبتهم الجمة بإذلالنا، وربما لإنكارهم الساذج لحقيقة أنهم من هاجر إلينا ولسنا نحن، تراشقنا بعض الشتائم البذيئة، فقاموا بإستدعاء دورية شرطة لإعتقالنا، حين نزل أفرادها من السيارة مستنفرين، دفعونا إلى الحائط وبدأوا بتفتيشنا، وبعدما "أكلنا اللي في النصيب" دخلنا المستشفى نجر القهر خلفنا، وجدنا أم رياض تحتضر، وقبل أن تودع الحياة بلحظات رفعها جبر بين ذراعيه، وضمها إلى صدره، فظننت وأنا أقف مقابله أن الحنين قد إجتاحه، وأراد أن يقبلها ويودعها قبل أن تختفي إلى الأبد، لكنه نظر إلي وقال: بدنا نعلّم عليهم... إسحب الشرشف من تحتها بسرعة وحطه بالكيس اللي وراك مش رح ينتبهوا إذا ماتت على تخت بلا شرشف! ففعلت... والبفعل، لم ينتبهوا...
- Add to wishlist
-
(0)
Related Books
-
Out of Stock
-
Out of Stock
-
Out of Stock
-
Out of Stock
-
Out of Stock
-
Out of Stock