قبل أن تدخل إيثاكا

Translators إسكندر حبش

$ 4

يوجينيو دو أندراد، أحد الأصوات الأكثر "إنسانوية" في أوروبا المعاصرة، من هنا، لا غرابة في أن يكون على هذا القدر الكبير من الحضور (والكثير من الشهرة) في الثقافة البرتغالية، التي هي ثقافة شعرية قبل أي شيء آخر, من هنا سمعنا العديد من التعليقات التي أعقبت فوز جوزيه ساراماغو بجائزة نوبل، إذ اعتبرت أن الثقافة البرتغالية لم تكافأ حقاً، على الرغم من فرح البرتغاليين بتتويجهم العام 1998. لو عدنا إلى المراجع الشعرية التي تسللت إلى شعر دو أندراد لوجدنا –وما عدا تأثيرات بيسوا القليلة إلى حد ما- وعلى الرغم من أنه لا يشكل امتداداً لأي خط شعري آخر، لوجدنا أن شعره يستمد حضوره من أشعار القديس يوحنا الصليب ومن الشاعر الفرنسي أرتور رامبو كما، وبخاصة، من الثقافة الإغريقية، وهي المراجع الحاضرة منذ كتاباته الأولى. وربما كان بإمكاننا أن نقول إنه يشترك في بعض العلائق مع شعر الإيطاليين "ساندرو بينا" وبيير باولو بازوليني (من حيث تقاسمهما دفء هذه الشمس الشهوانية). كتابات جاءت لتضيء سواد ليل البرتغال في تلك الفترة حيث كانت واقعة فيها تحت نيران الفاشية. من هنا لعبت "أقانيم" الشمس والصمت والمياه دور الأرض التي ارتكز عليها. شعر دو أندراد، شعر بسيط، وجيز، مشدود بشكل دائم ما بين تعظيم الحسية وإدراك انهيارات الجسد واقتراب الموت. كذلك لا نستطيع أن نغفل ما "لأشياء الأرض" وعناصرها (المياه، الأرض، الرمال، الشمس، النور، الهواء، الفاكهة...) من حضور في شعره وأدبه الواسعين، وكأنها تشكل "التيمات" الحاضرة في جميع كتبه. "تيمات" تتجسد وتأخذ شكلها في هذه العبارة المنسابة والقاسية، في الوقت عينه، لتجعل من شعره واحداً من أكثر الشعر البرتغالي المعاصر صفاء ولمعاناً. إذ، بهذا الخصوص، تحدث الناقد أوسكار لوبيش، عن "الصورية" البرتغالية عند الشاعر ليقول: "من دون أن يفقد الأسلوب جسده ومعناه وجذوره الاجتماعية، ومن دون أن يفقد أبداً شفهية كثافة الصوت العائد لعاطفة الجملة... نجد أن دو أندراد يبدو الشاعر البرتغالي الأقرب من الشعر الموسيقي". الدواوين الثلاثة المترجمة في هذه الطبعة هنا تقدم صورة عن هذه التأملات الرائعة حول رغبة الجسد وذهابه في انحداره الأقصى، وما القصيدة التي وضعناها بمثابة استهلال إلا هذه الصرخة، الصرخة القصيرة والمخنوقة التي يطلقها في وجه هذا الأفق اللازوردي الواقف أمامه. لنقل إنها معاينة للذي كان وللذي لم يعد موجوداً: "لكن كيف يمكننا أن ندعه يستمر حتى اللحظة الأخيرة، هذا الفم –هذه الشمس بصبر وتعال هنا حيث تغني الشعلة أن نحبه، حتى النهاية لغاية الرقصة".

Releases Date 2007
Category أدب / أدب عالمي
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 978-3-89930-164-9
#Pages 128
Available Volumes 1
Size 21*14