أرض الأبدية

قراءات في تجربة الشاعر سيف الرحبي

Authors مفيد نجم

$ 5

يأتي هذا الكتاب والذي يضم قراءة في تجربة الشاعر "سيف الرحبي" للوقوف على العناصر الأكثر بروزاً، ودلالة في هذه التجربة جمالياً وفكرياً، وتحديد الثيمات (الموضوعات) والعلامات الدالة فيها، ولذلك ارتأى توزيع هذه الدراسات على محورين أساسيين، أولهما محور البنية الشعرية النص، وثانيهما محور الثيمات الأساس، التي شكلت عناصر مهمة في هذه التجربة. وقد ركزت الدراسات في كلا المحورين على الدلالات والوظائف، التي تقدمها بنية اللغة الشعرية وخصائصها الأسلوبية، ورغم ذلك لا تدعي هذه القراءات، التي ضمها الكتاب أنها استطاعت أن تغطي الجوانب اللغوية والبلاغية والتعبيرية والفكرية، التي قدمتها هذه التجربة، أو اتسمت بها تاركة مهمة استكمال هذا النقص لدراسات أخرى، ومساهمات نقدية لاحقة. في الدراسة الأولى تناولت موضوع العتبات النصية، من حيث الشعرية والسياق والوظائف، وحاولت أن تستعين بآراء نقدية متعددة غربية وعربية، تعينها على التعريف بأهمية الدور الذي تلعبه هذا العتبات أو الهوامش، في عملية القراءة والتلقي، وفي مقدمتها العناوين التي تمثل نصاً صغيراً يوازي النص الكبير، ويحيل عليه، وكان التركيز على الوظائف العنونة لا سيما في الاتجاهات النقدية النصية والسيمائية. الدراسة الثانية انشغلت المكان والدلالات التي توحي بها، وعلاقة هذه الشعرية بالرؤية التي يقدمها الشاعر إلى العالم، إضافة إلى تجليات هذه الشعرية وعلاقتها بالنص الرعوي الغنائي الرومنتي، الذي تنتمي إليه تلك النصوص، وقد توزعت الدراسة على محاور فرعية تحدثت عن علاقة هذه الشعرية بتجربة الطفولة، والرؤية الرومنتية التي تكشف عن تمجيدها لزمن الطفولة وعن حنينها إلى الماضي وتغنيها بالطبيعة الشاعرية التجلي والحضور، إضافة إلى ما تعكس العلاقة مع المكان من قلق وشعور بالغربة يدفعه إلى الارتحال الدائم، كتعبير عن قلق وجودي. الدراسة ما قبل الأخيرة انشغلت بموضوع الحداثة، وتوزعت على محورين اثنين، محور الرؤية إلى حداثة التجربة الشعرية ومقوماتها الفنية والفكرية، ومحور الرؤية إلى حداثة الواقع الاجتماعية، والعلاقة القائمة بين الحداثتين، إذ حاول أن يقدم في تجربته نوعاً من الحداثة المتوازنة التي تنفتح على المنجز الشعري الحداثي، دون الإيغال في مغامرة اللغة والتجريد والمخيلة الشعرية الجامحة، وقد ارتبط ذلك برؤية الشاعر الفكرية التي ظلت تلح على وظيفة الشعر وجمالياته المتصلة بدوره الاجتماعي، وتعبيره عن الضمير الجمعي الإنساني وتوقه إلى تحقيق الكرامة الإنسانية والعدالة والحرية، وقيم الخير والجمال والتعاطف البشري كبدائل عن قيم المادة والاستهلاك والقوة العمياء المدمرة التي تميز حضارة اليوم والعلاقات الإنسانية القائمة في عالم تحكمه القوة الغاشمة ومصالح الدول القوية. إن الشاعر في هذه التجربة الممتدة على مدار ربع قرن يحاول أن ينشئ سياقها الخاص من خلال تفكيك التاريخ والواقع، وإعادة بنائهما بصورة دالة على اختلاط الأزمنة والأمكنة في سيرة الذات، وسيرة الجماعة بانفتاحها على الكون، وتداخلها معه في مشهدية نافرة بملامح قسوتها، وألفتها الضارية، وبما يساعد في إعادة فهم هذا التاريخ بدلالاته الموحية ومفارقاته المدهشة. لم تحاول القراءات أن تلغي العلاقة بين النص والشاعر، أو النص ومرجعياته الخارجية، بحجة أن للكتابة منطقها الذي تفرضه على الكاتب وتوجهه من خلاله، فالكاتب ليس أداة مجردة من أي دور أو وعي أو حضور يتجلى في فعل الكتابة، وهذا الكاتب هو كائن تاريخي وثقافي واجتماعي يحمل ذاكرته ورؤيته التي شكلتها اللغة باعتبارها وسيلة إدراكنا للعالم، وأداة تعبيرنا عن علاقتنا معه في آن معاً، ولذلك برز التأكيد على دلالية البنية، وكيفية اشتغالها ومطارحاتها في هذه التجربة.

Releases Date 2007
Category أدب / دراسات أدبية
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 978-3-89930-179-3
#Pages 136
Available Volumes 1
Size 21*14