مآثر الإمام علي بن أبي طالب والإمام الحسين في وجدان بولس سلامة وشعره

$ 10

في أعقاب خريف 1947 إقترح علي حضرة الإمام الشريف، صاحب السماحة: السيد عبد الحسين شرف الدين، نظم(يوم الغدير)، فتزاحمت علي الفكر، وأيقظت كوامن الوجدان، وتآلفت كما تتآلف المويجات على صفحات اليم، ثم تتكشف عن أمواج ترفض على الشاطئ، فصحت عزيمتي على نظم ملحمة عنوانها يوم الغدير.. ولما عزمت علي النطم إنصرفت إلى درس المراجع التأريخية، ولكنني قطعاً للظن والشبهات، قلما إعتمدت مؤرخي الشيعة بل الثقات من أهل السنة. وتقيدت بالتاريخ جهد الإستطاعة، فلو تقيدت أكثر مما فعلت، لكنت كاتب عدل يخضع التاريخ للقوافي. ورب معترض قال: ما بال هذا المسيحي يتصدى لملحمة إسلامية بحتة؟ إجل إني مسيحي ينظر من أفق أرحب لا من كوة ضيقة، فيرى في غاندي الوثني قديساً، مسيحي يرى (الخلق كلهم عيال الله) ويرى أن (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى). قد يقول قائل، ولم آثرت علياً (ع) دون سواه من أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) بهذه الملحمة؟ ولا أجيب على هذا السؤال إلا بكلمات، فالملحمة كلها جواب عليه، وسترى في سياقها بعض عظمة الرجل الذي يذكره المسلمون فيقولون (رضي الله عنه، وكرم وجهه، وعليه السلام)، ويذكره النصارى في مجالسهم فيتمثلون بحكمه ويخشعون لتقواه، ويتمثل به الزهاد في الصوامع فيزدادون زهداً وقنوتاً، وينظر إليه المفكر فيستضيء بهذا القطب الوضاء ويتطلع إليه الكاتب الألمعي فيأتم ببيانه، ويعتمده الفقيه المدره فيسترشد بأحكامه.

Releases Date 2004
Category أدب / شعر
Edition 1
Cover Type Normal
#Pages 334
Available Volumes 1
Size 24*17