عولمة الرعب Out of Stock

Authors يوسف الأشقر

Publishers خاص بيروت لبنان

$ 10

العولمة عولمتان. الأولى واقع حكمي، والثانية مشروع محتمل. الأولى تتمثل في "ضغط الزمان والمكان" بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي ووسائل السرعة. لا يمكن إنكارها أو إيقاف تقدمها. وهي من أهم معالم المستقبل. أما العولمة الثانية فهي مشروع نظام عالمي: سياسي - عسكري، وإقتصادي، وثقافي. من الممكن والواجب إيقافها وإسقاطها. إما من الماضي المتخلف الذي أصبح خطرا، فهي تتسلح بثورة الوسائل لتقتحم الحاضر والمستقبل وتحاربهما بسلاحهما.
ليس صدفة أن يختصر النظام العولمي الجديد صورة العالم، والأواصر الإنسانية، والعلاقات الدولية والعالمية، بمنظمتين: شبكة أمنية بوليسية، ومنظمة التجارة العالمية، هو يختصر الإنسان ببعدين: بعده"الأمني" يتعامل معه بشبكته البوليسية، وبعده "الإقتصادي" يتعامل معه بالمنظمة التجارية، يقمعه بالأولى، ويحصد خيراته ويعطل قدراته الإنتاجية الثانية.
ضمانات المستقبل لا تكون ب"صدام الحضارات" وإنتصار شعب على شعب ودين على دين، بل تكون بالصراع الحضاري في قلب جميع المجتمعات لإنتصار ثقافة التنوير، والإنفتاح، والشراكة، والمسؤولية، والإقبال على "الآخر" (لا التسامح معه فقط)، على ثقافة الظلامية وإنكار "الآخر" والإعتداء عليه.