سيرة منفية من أوراق الدكتور محمد صبحي أبوغنيمة 2/1

Authors محمد صبحي أبو غنيمة

Translators هدى أبو غنيمة

Publishers المؤسسة العربية للدراسات والنشر لبنان

$ 30

ترى كيف نلملم جزء من تاريخ إنسان نفيت أوراقه من دائرة الضوء، ونفيت من الذاكرة الجماعية،لكونه رمزاً من أم رموز المعارضة فى مرحلة صعبة مثل التي نمر بها؟ كيف نوازن بين الموضوعية والذاتية في كتابة تاريخ إنسان، حياته تاريخ جيل من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومرحلة مشرقة من تاريخنا أحجبت نقاءها عواصف الصحراء، التي هبت على بلادنا لتمحو من ذاكرتنا كل قيمة نبيلة؟ ترى ماذا يعرف أبناء هذا الجيل عن تاريخ جيل من الرواد انحنت عنجهية المستعمر إجلالا واحتراما لوطنيتهم قبل أن تحييهم الأرض التي رويت بعرقهم ودمائهم ومعاناتهم في سبيل تحرير بلادهم من سيطرة الأجنبي؟ وأية كتابة أصعب من الكتابة عن مرحلة تاريخية بصدق وموضوعية دون المتاجرة بتاريخ صبحي أبو غنيمة العاشق لوطنه شأنه شأن كل حر عربي أردني، والمعارض الذي ارتقت معارضته إلى شفافية الرؤية التي امتزج في أطيافها السياسي بالشاعر والأديب بالعالم؟ فكتب يوما إلى الملك عبد الله، بعد أن أمر بعودته إلى الأردن إثر غياب طال،"إني أحن إلى بلدي الذي أخرجت منه، وإنني أعيش في دمشق بين أناس هم أيضا أهلي وعشيرتي، وإن بيتي فيها موئل للسادة الصيد من كل بلد عربي، ..."
لقد كان صبحي أبو غنيمة يقول:"لو قيض لي أن أكتب مذكراتي، فإن ما سأكتبه سيضحك أناساً ويبكي أناساً." لكنه لم يكتب، ونسيه الناس الذين كان سيضحكهم، وضحك الناس الذين كان سيبكيهم...