المغرب العربي بين حسابات الدول ومطامع الشعوب

Authors محمد الميلي

Publishers دار الكلمة للنشر لبنان

$ 7

فالحقيقة أنه قد آن الأوان لكي نضع القضايا التي تهم منطقة المغرب العربي موضوع البحث والنقاش، وأن نذهب فيها إلى أعمق الأشياء، وأن لا نكتفي بالطفو على سطح الأحداث والوقائع، وأن نبتعد عن كل انغلاق داخل الأطر التي تفرضها المناسبات أو الوضعيات الخاصة، أو التوجيه الأقليمي. ذلك أن مناقشة هذه القضايا لن تكون مجدية إذا نحن لم نقم بمراجعة نقدية لماضينا القريب ولحاضرنا على السواء؛ بشرط أن لا تكتسي هذه المراجعة طابع النقد الوحيد الجانب، أي أن ما يمكن أن يوجه جزائرياً من نقد للحركة الوطنية المغربية، أو ما يمكن أن يوجه من نقد مغربياً أو تونسياً للحركة الوطنية الجزائرية في هذا الطور أو ذاك من أطوارها، لا يجوز أن يهدف إلى تصوير طرف في شكل ملوم ذي مآخذ عديدة، كما لو كان هو المسؤول عن كل المساوئ، ويقدم الطرف المقابل في صورة خالية من المآخذ، أو في شكل من يعلو على النقد. أي أن كل نقد يصدر في هذا الإطار يجب أن يعتبر نقداً ذاتياً، مهما كان الطرف الذي صدر عنه ومهما كان الطرف الموجه إليه. وهذا يعني أن يجب أن نستبعد في كل ذلك الروح الشوفينية أو النظرة الإقليمية، كما يجب أن نطرح هذه القضايا من زاوية مغرب عربي، وحدوي الطموح، عربي الروح، تقدمي الإتجاه".