أخبار الحلاج

$ 5

الحسين بن منصور، لُقّب بالحلّاج لأنه جلس ذات يوم عند صاحب قطن كثير ثم كلف صاحب القطن قضاء حاجة إليه، فلما رجع الرجل وجد القطن محلوجاً. فسمِّي لذلك الحلاج.
الحلّاج من المتصوفية الذين إختلف العلماء في أمرهم وفي أقوالهم، فيذهب فريق من العلماء إلى حسن الظن بهم ويرى أنه يجب أن يميّز في كلامهم الذي يؤخذ منه وحدة الوجود، يميّز في ذلك بين شيئين ما يُسمّى وحدة الوجود وما يُسمّى وحدة الشهود.
وهو من الشخصيات التي إلتفتت إلى غذاء الرُّوح وتقويتها وإضعاف الهيكل الجسماني، فكان قليل الأكل، يذّل نفسه، يأتي لها بما تحب ثم يحبسها عنه تنكيلاً في تعذيبها، فهو يجلس على الصخرة حافياً مكشوف الرأس والعرق يجري منه. لما صلب قابل ذلك بالرضا والتسلية ومرّ أحد الناس فسأله عن التصوف وهو مصلوب، فقال للسائل: أهونه ما ترى.
ويظهر لنا من خلال أخباره أنه قوة روحانية إستطاعت أن تتحكم في نفسها وأن يجاهدها حق الجهاد، وجهاد النفس أعظم أنواع الجهاد، وكان يقول في وصاياه "عليك نفسك إن لم تشغلها شغلتك".

Releases Date 2017
Category ببليوغرافيا ومذكرات / أدباء
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 978-9933-521-74-5
#Pages 80
Available Volumes 1
Size 21*14