يوم يضع الله رجله في النار

$ 12

"يوم يضع الله رجله في النار" يبدو ولأول وهلة عنوان مثير للإستفزاز والإشمئزاز حتى ليمضي القارئ بعيداً في ظنونه تجاه الكاتب مديناً، مستنكراً، مستقبحاً... وليمضي إلى أبعد من ذلك ليراه مؤلف يعبث في أعز وأقدس ما يملكه المسلم: معتقداته والذات الإلهية... ولكن مهلاً... لا بد من إزالة تلك الهواجس وتبرئة المؤلف من خلال ما برأ به نفسه؛ فهو يقول في المقدمة: بقي الإسم: (يوم يضع الله رجله في النار) الذي قد يعجب القارئ له، ومنه، فهو في حدّ ذاته مثير فعلاً، لكن هذين (العجب والإثارة) سيزولان حتماً، من الإيضاحات الآتية في بداية هذا الكتاب... وهذا إيضاح لا بد منه، نضعه بين يدي القارئ، قبل الوقوف على الإشكالية التي كانت مدار البحث في هذه المقاربات، التي دنا منها المؤلف لما لها من أهمية كبيرة في حياة المسلمين وفي عقيدتهم على شكل الخصوص، يسوق المؤلف الحديث: "لا تزال جهنم يلقي فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع ربّ العزة فيها رجله (وفي رواية: عليها قدمه)، فيزوي بعضها إلى بعض فتقول: قط قط" متفق عليه. الحديث لشيخ الإسلام ابن تيمية عن النبي صلى الله عليه وسلم، جاء في الشرح: (قوله لا تزال جهنّم...) في هذا الحديث إثبات الرجل والقدم لله عزّ وجلّ، وهذه الصفة تجري مجرى بقية الصفات فثبت لله على الوجه اللائق بعظمته سبحانه، والحكمة في وضع رجله سبحانه في النار أنه قد وعد أن يملأها كما في قوله: (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين). ولما كان مقتضى عدله ورحمته أن لا يعذّب أحداً بغير ذنب، وكانت النار في غاية العمق والسعة حقق وعده تعالى فوضع فيها قدمه فحينئذ يتلاقى طرفاها، ولا يبقى فيها فضل عن أهلها، وأما الجنة فإنه يبقى فيها فضل عن أهلها مع كثرة ما أعطاهم، وأوسع لهم فينشئ لها خلقاً آخرين كما ثبت بذلك الحديث)... من سياق هذا الحديث وشرحه تتضح للقارئ الأسباب الكامنة وراء تسمية المؤلف كتابه هذا بــ"يوم....." وقد اقتضى الإسراع بعرضها، لئلا يدور في خلد القارئ أن هناك تجرؤاً على الله تعالى من جهة المؤلف، هذا من ناحية، فإن هذا الكتاب هو وقفة تأمل وإعتبار، وحاجة ملحة للإسراع في العمل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاده، وللوقف أمام المشكلات ومجابهتها وجهاً لوجه، هو كلمة حق، توخى فيها المؤلف ما إستطاع قول الحقيقة، والوقوف للردّ على ما ينقوله المغرضون على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السخافات والأكاذيب، وما ينسبون إليه من الأعمال التي يندى لها الجبين خجلاً: فهو في زعمهم: يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويحضّ على مكارم الاخلاق، ولا يعمل بأحكام شيء مما يقول: والدليل يسوقه المؤلف في سياق كتابه هذا بالنقل عن مفترياتهم، وكشف أساليبهم الخادعة المضللة التي طالما شكا منها الناس... وإن كانت تأتي هذه (الشكوى) في الغالب، ناعمة (تلميح بغير تصريح) غامضة... مبهمة... والفارق... إنها هنا واضحة وصريحة (النقاط فوق الحروف) وبغير مواربة... يستحضر المؤلف الأحاديث النبوية التي دار حولها اللغط، والتي يقف المسلم أمامها مذهولاً، إذ أنها منتزعة من صحيح البخاري دون سواه... وهنا يشير المؤلف بأن الأكثرية الساحقة من المسلمين لا تعرف الكثير عن كتاب "الجامع الصحيح" المعروف بصحيح البخاري الذي هو من أصحّ كتب السنّة، ومن أصحّ الكتب بعد كتاب الله تعالى، فهو الكتاب الذي يسير حياة المسلم، ويتحكم بأمور دينه ودنياه. لذا، ارتأى المؤلف ومن منطلق الغرض المحتم عليه وضع كتابه هذا الذي سيكشف من خلاله أوراق البخاري، فيرى كل فرد من العامة، وترى الخاصة أيضاً، هوية واضع الصحيح، وهوية صحيحه، ليكونوا على وعيّ بما يساق من أحاديث مفتريات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم... وأيضاً الكتاب... هو وقفة تأمل وإعتبار... وليس بطراً على أي حال، بل حاجة ملحة للإسراع في العمل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والوقوف أمام المشكلات ومجابهتها وجهاً لوجه.

Releases Date 2016
Category دين / الإسلام / فقه
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 978-9933-351-79-3
#Pages 344
Available Volumes 1
Size 21*14