الألواح العمادية كلمة التصوف اللمحات

المؤلفات الفلسفية والصوفية

$ 12

الألواح العمادية، كلمة التصوف، اللمحات بقلم شهاب الدين السهروردي ... أبو زيد البسطامي وحسين بن منصور والحلاج، وغيرهما من أصحاب التجريد، كانوا أقمار سماء التوحيد. فلما أضاءت أرض قلوبهم بنور ربهم، باحوا بالسرّ الواضح الخفيّ، فأنطقهم "الله أنطق كل شيء"، والحق ينطق على لسان أوليائه. عليك بحلّ الطلسم البشري، فإن كنوز الدقس كامنة فيه، فمن حلّه ظفر بالمقصود ووصل إلى المعبود، وارتقى من هبوط الأشباح إلى شرف الأرواح، وصعد من حضيض أسفل السافلين إلى أوجّ أعلى عليين، وعاين الجمال الأصدىّ، وفاز بالوصول السرمدي، ونجا من شبك الشرك، وطريق مله أن تعتصم بحبلٍ ذي شعبين تقيّد به النمو والطبع، ثم اعبرْ على ثلثمائة وستين بحراً، ثم على مائتين وثمانية وأربعين جبلاً المربوطة بأربعة جبال الموضوعة في ست جهات، ثم بعد هذا تصل إلى قلعة حصينة، ذات عشرة أبراج، ساكنة على قلل الجبال، المتحركة لحركة ظلّ الشاهق العظيم. فترى بالبرج الأول شخصاً فصيحاً الرابع... يجذب هذا البرج الأصوات الطيبة إليه... فإجتهد ان تعبر عنه، فتصل إلى (البرج الخامس) المحيط بالكلّ، مُدرك الصنفين، الصلابة واللبن، وبعده (البرج السادس) أول الأبراج الجوانية، ترى حجرة مندرة مضيئة بأنوار أشعة الأبراج الخمسة. (والبرج السابع) خزانة لهذه البروج، ثم (البرج الثامن) الذي يجتمع فيه متاع الحجر الجوانية والبرانية، ويفرق به بين الصديق والعدوّ. (والبرج التاسع) المفضض الذي يختلف اسمه بحسب ما ينعكس إليه من أشعة الكواكب والقمر. (والبرج العاشر) خزانة بعض الحجر الجوانية، فإذا قطعت هذه المنازل وعبرت هذه المراحل، وصلت إلى بلاد الثبات والتمكين، فأول ما ترى شيخ كبير القدر، أحسن وانور من البدر، مع أنه في حيّز الإمكان، لا يحواه مكان؛ سريع الإنقباض بلا حركة، بطيء الإنفعال بلا سكون، ضحوك السن بلا أسنان، فصيح البيان بلا بلسان، مبلغ الوحي والإلهام إلى الأنبياء والأولياء والعظام صاحب البيان، رطب اللسان، عنده أنواع المطعومات وأصناف المذوقات، فإياك أن تغترّ بعذوبته إذا رأيته؛ أو تلتفت إلى حلاوته، إذا عاينته إنان عقبى عذوبته غمّ، وآخر حلاوته سمّ، وربّ شهوة ساعةِ أورثت حزناً طويلاً، فإذا عبرت في (البرج الأول) حصلت إلى البرج الثاني وجدته ذا بابين صغيرين... فإذا صعدت رأيت شخصين ساكنين على قباب القلعة، عندهما أنواع الأراييح الطيبة يفوح منها روايح العنبر الأشهب والمسك الأذفر. فإحذر كيلا يحجبك الأراييح الجسمانية عن النفحات الروحانية، فإذا عبرت (من البرج الثاني) وصلت إلى البرج الثالث الموضوع في عرض القلعة، ذات منظر... وفي كل منظرة معمول من عاج وأنبوس، فوق كل سرير شخص رشيق القدّ، عقيق الخدّ... ينظر بحسن الأنوار، فيحسن الأخبار، لا تقف عند منظره البهي ومخبره الشهي، فاعبر عنه عبور العاشق إلى الجبال الأحدي، فإذا عبرت في (البرج الثالث) وصلت إلى البرج الكرام، فألزم بابه، واغتنم خطابه وخطاب إخوانه الستة، واعلم أنهم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم، ولا يستوحش منهم أنيسهم، وهم خلاصة الوجود، المقربون إلى المعبود. فإذا صاحبت هذه العشرة الكرام البررة، وتخلقت بأخلاقهم، وشاهدت أفعالهم، وارتقيت من واحد إلى واحد، فربما أشرقت عليك الأنوار القيومية والآثار اللاهوتية، فتخلص من ربقة الرقّ والحدثان، وتصل إلى القديم المنان، وتستغني بالعيان عن البيان، وتصل إلى قوله: (وإلى الله تصير الأمور)، وقوله: (إلى ربك منهاها)، وتقول بلسان الحال: وكان ما كان مما لست أذكره، فظنّ خيراً، ولا تسأل عن الخبر. هي كلمات ذوقية ونكات شوقية كتب بالتماس بعض إخوان التجريد وجاءت في رسالة الأبراج واللمحات الذي ضمها هذا الكتاب بالإضافة إلى الألواح العمادية وكلمة التصوف واللمحات وهي كلها لشيخ الإشراق شهاب الدين يحيى السهرودي شهيد الصوفية. عرض الأقل

Releases Date 2014
Category فلسفة / فلسفة شرقية
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 978-9933-35-027-7
#Pages 358
Available Volumes 1
Size 21*14