تحديات الثقافة العربية
Authors
سليمان إبراهيم العسكري
Publishers
منشورات الجمل
$ 12
يعتبر العسكري أنّ مطلع القرن الحادي والعشرين عرف انقلابين شاملين: هما «الانفجار المعرفي» و «الثورة التكنولوجية»، فضلاً عن ثورة المعلومات، أو ثورة الاتصالات التي وضعت المستقبل في يد الثقافات الأخرى المالكة لوسائل الاتصال. والثقافة العربية مرغمة لا مُختارة على مواجهة ذلك كله، والتعامل معه إن شاءت البقاء والاستمرار، لأنّ فيه تهديداً للذاتية العربية، والهوية الحضارية العربية. ويضيف العسكري موضحاً أن الأخطار التي تتهدّد الكيان العربي ستزداد بسبب الأميّة الثقافية، وتخلّف برامج التربية والتعليم، ونقص الحريات، وانعدام المشاركة الشعبية، وهجوم قيم الريف والبادية على المدينة، وغياب العقلنة والعلمية، والقائمة تطول. ولا يتوقّف العسكري عند هذا الحدّ من تعداد حالات الضعف والتخلّف في الكيان العربي، وإنما ينظر إلى التوجّهات الثقافية لهذا الكيان. يكتب العسكري في هذا السياق أنّ التوجّه الإنساني للثقافة العربية كعنصر محاورة وتكامل، في لوحة الثقافة الإنسانية، ينكفئ الآن نحو الانغلاق على الذات، بدعاوى متهافتة مثل الخوف من ذوبان الهوية العربية. وقد أدّى هذا الانكفاء، كما يقول صاحب الكتاب، إلى توّلد تشوّهات في الوجدان العربي، جعلت قطاعات ليست قليلة تلوذ بأفكار وأزياء وسلوكيّات تخطّاها الزمن بقرون كثيرة، أضف إلى ذلك غياب التفكير العلمي في أمور الحياة، ما سهّل على المضلّلين مهماتهم، ويسّر على المخربين تخريبهم. ومن التحديات التي تواجهها الثقافة العربية كما ورد في الكتاب: "منذ خمسة وستين عامًا لمح الرجل البصير طه حسين نذر أزمة ثقافية عربية مقبلة، وحلم ببرنامج للخروج من براثن هذه الأزمة، حدده بشروط أربعة: أولًا: أن تكون ثقافتنا إنسانية. ثانيا: أن تكون عقلانية، أي تحتكم إلى العقل في الفهم والتقدير لأمور الدنيا معاشًا وسياسة. ثالثا: أن تعتمد الحرية أساسًا لاختيار الفكرة الخلاقة. رابعا: أن تتمسك بالعدالة شرطًا لنشر الثقافة. تلك كانت شروط طه حسين لقيام مشروع ثقافي عربي يواجه مخاطر المستقبل، وتأمل هذه الشروط نفسها يجعلنا نتبين بوضوح ودهشة أن العقود تمر والثقافة العربية لم تكتف بمجرد المراوحة في أماكنها أمام شروط طه حسين الأربعة، بل حدث من التردي والنكوص ما لا يمكن نكرانه".
- Add to wishlist
-
(0)
Related Books
-
Out of Stock
-
Out of Stock
-
Out of Stock