الكتاب الذي تحمله بين يديك هو كتاب يتحدث عن إحدى ثورات الربيع العربي بل أقواها وأكثرها شراسة ودموية، ويتحدث الكاتب بوصفه باحث وناشط سياسي عن أسباب هذه الثورة والظروف التي مرت بها من يوم الغضب في 15 فبراير/شباط 2011 حيث بدأت الثورة كمظاهرة سلمية في مدينة بنغازي، ويوم الغضب الأكبر في 17 من نفس الشهر حيث إشتعلت النيران وبدأت الثورة الحقيقية. ويشرح الباحث كيف تكللت هذا الثورة بالنجاح بعد 9 شهور من يوم إندلاعها في مدينة بنغازي ومروراً بكل المدن الليبية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
خصص الباحث 18 فصلاً سميت ببصمات ليبية لأنها تمثل بصمات مهمة في تاريخ ليبيا المعاصر، وشرح الباحث يوميات الثورة في البصة 17 كرمزاً لثورة 17 فبراير الذي يمثل فعلا يوم إندلاع هذه الثورة الشعبية الحقيقية، كما وضح الكاتب يوميات الثورة بالصور والوثائق في البصمة 18 من هذه البصمات الليبية.
ويقول الكاتب بأن هذا الكتاب هو مجرد محاولة للبحث وتسليط الضوء على بعض حقائق وأسباب هذه الثورة المجيدة التي بحسب قوله وبدأت شرارتها الأولى أبان طغيان الطاغية معمر القذافي عند إحتفاله بشنق الأبرياء في اليوم السابع من شهر أبريل/نيسان 1976، فهذه الثورة تمتد بالنسبة للباحث إلى أكثر من 35 سنة، وبدأت شرارتها من جديد في عام 2006 خلال أحداث السفارة الإيطالية، وإشتعلت في ذكرى هذه الأحداث الأولى من فبراير 2011.
في إبداع فائق إستخدم الباحث "رمضان صالح بن عامر" لفظ البصمة كتعبير مجازي لتوضيح أن الشعب الليبي وضع بصماته في هذا التاريخ ووقع عليه ببصمات من ذهب وشرف وكرامة، فكل فصل من هذا الكتاب هو بصمة من تاريخ ليبيا الحديث.
وإختار الباحث تعبيرات بسيطة لتقديم هذا الكتاب بطريقة بسيطة وواضحة وفعالة ربما تختلف عن الأساليب والقواعد المتبعة في تنظيم فصول الكتب التاريخية. ويهدف الباحث من المزيج الذي صاغه بإستخدامه تعبير (البصمات) كصورة مجازية مع التأكيد على البعد التاريخي لتقديم وسيلة سهلة وفعالة للقارئ على كافة المستويات.