The Blessed Nimatullah Kassab AL-Hardini Out of Stock

Authors جوزف إلياس, أولغا إلياس

Publishers خاص بيروت لبنان

$ 55

لطالما قرأت هذه الكلمات، وسمعتها يرددها آباء وإخوة في الرهبانية اللبنانية المارونية. وكأنها باتت شعاراً لهم ولنا في مجتمعنا اللبنانى الصعب. ومع هذا، رجعت إلى وطنى بعد غياب دام ثلاثين سنة، مع زوجتي واولادي الأربعة ووالدتي، إلى قريتي أصيا الشامخة في أعالي جرود البترون، إلى جدتي التي فاق عمرها وعشرين سنة.
رجعت، بعدما وفقني الله في حياتي وأعملي التجارية، إلى وطني الصعب، إلى منطقتي المحرومة، إلى قريتي حيث الحرمان أعتى. رجعت، لأن إيمانى كان أقوى من الجبال رسوخاً ومن الصخور صلابة، وخاصة عندما تعرفت على قديس كفيفان، وعلى كلمته النبوية، من خلال صديق لي من رهبانية هذا الطوباوي الجديد.
ذهبنا إلى كل أرض داستها أقدام رجل الله. طرقنا أبواب كل دير عاش فيه. فتشنا عن كل أثر بقي لنا منه. تصيدنا كل مخطوط سمح لنا اصحابه بتصويره، دخلنا كل بيت وقرية. تحدثنا إلى كل من يستطيع أن يفيدنا شيئاً وبقينا شهوراً نترقب. نصور. ونعود إلىالموقع ذاته.
تعرضنا لمتاعب كثيرة، بل لصدمات كئيبة. لكن الصديقين كانا دائما يدفعاننا إلى إقتحام كل صعوبة. وكنا نردد معا، ودائما، الكلمة الشعار: الشاطر بيخلص نفسو. والطوباوي يستحق أن نتشاطر على كل من يقف عائقا دون إتمام كتاب مصور، يرسم للبنانيين طريق قداسة رجل من وطنهم، تشاطر، وانطلق إلى قمم المجد، بعد ان أطلق أمامه تلميذا عظيما خضخض لبنان والعالم.
ولست أدعي،في هذا العمل الذي أردناه بمستوى الحدث، أننا بلغنا فيه الكمال، لأن صناعة الكتب ليست من عملي. ولكنني أدعي بأن الطوباوي، الذي تعامل مع الكتاب، تعليما وتجليدا وفنا، كان يعلمنا، ويقودنا، ويسير خطانا، ويتقدمنا، ويدفعنا إلى الأمام، نعم وألف نعم. إن روحه الطاهرة كانت معنا. وأنا متأكد من ذلك. فكنت أحس بخطاه أمامنا.
والبرهان الأكبر هو أن هذا الكتاب أصبح بين يديك.