النبي إبراهيم في الثقافة العربية الإسلامية

$ 14

لعل ما يبدو تقليباً جديداً في هذه المحاولة، به جاوز القديم المعرفي إلى حد، أن المؤلف لم يقم تقابلاً بين النص الديني والنص الثقافي على أساس وهم المحاورة بينهما، بل اعتبر أن لا شيء يحدث خارج الثقافة، وأن النص الديني، أصلاً، مكون من مكونات النص الثقافي كلاً، وتشكله يتم في ارتباط متين بحاجة المجموعة الثقافية إليه، إذ هي قد تطوره أو تدمره دهراً وتبيده من الذاكرة، لكن قد تعود إليه في ظروف جديدة أو مشابهة باعتبار سلسلة من الوظائف، من أهمها وظيفة التذكير بالأصل. وقد تستغني عنه بشرط تغير آليات الذهنية الثقافية المنتجة.
وفي المجمل جاء الدين في هذه الدراسة "نسقاً ثقافياً"، والرغبة أكيدة في الدعوة إلى دراسته وفق آليات التحليل الأنثربولوجي الثقافي وتجاوز دلالة التنزيل إلى دلالة الإنجاز في الفضاء الثقافي حين الظهور، والبحث في الأصول الثقافية الثاوية من ثقافات قديمة أو ثقافات مجاورة أغفلت، أو كانت غير جلية.
والمهم أن اتباع مسالك جديدة غير مطروقة عند العرب في النظر إلى الدين، بات ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، إذ من شأنه أن يفضي إلى نتيجة أساسية هي أن الحقيقة نسبية، بل مجرد رأي كلما تعددت زوايا النظر إلى الظواهر، وأن اليقين وهم خلاء، يفلت منا أبداً، ومتعذر معرفياً بحدود العقل القصية.

Releases Date 2001
Category دين / تاريخ الديانات
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 2-84305-333-1
#Pages 676
Available Volumes 1
Size 24*17