ثقافة العولمة القومية والعولمة والحداثة Out of Stock

$ 12

إن القول بأن بعض اللغات كالإنجليزية والفرنسية والروسية والعربية والسواحيلية والصينية حققت انتشاراً ونالت اعترافاً عالمياً لا يؤدي بنا في حد ذاته الى التنبؤ بتقارب الثقافات. ناهيك عن تجاوز النعرة القومية فلم تؤد أي من هذه اللغات المتداولة على نطاق واسع إلى إيجاد الهوية عبر الإقليمية وعبر الثقافة المدمجة التي خلقتها اللغتان اللاتينية والعربية في العصور الوسطى. ففي ذلك العصر، كان هناك عدد قليل من اللغات المكتوبة المتنافسة يمتد على المستوى الاجتماعى لبعض الجماعات العرقية ربما باستثناء اللغات الدينية الأخرى (كاليونانية في الغرب والعبرية والآرامية في الشرق الأدنى). أما اليوم فالموقف مختلف تماماً. فهناك العديد من الثقافات "الدنيا" ذات اللغات واللهجات غير المكتوبة تحولت إلى ثقافات أدبية "راقية" ذات تعليم عام مكثف يشملكما الطبقات الإجتماعية. لذا فالهويات "الجانبية" المشتركة المفككة لرجال الدين والعلماء والنبلاء في العصور الوسطى. معنى هذا أن ظهور اللغة المشتركة في مختلف بقاع العالم قد يتيح الفرصة الثقافات عبر لإقليمية أشمل، ولكنه لا يضمن قيامها. وهناك عوامل أخرى ينبغي أن تدخل الساحة. هي عوامل قد تستفيد من الفرص اللغوية ووسائل الإتصال الجديدة. ومن الغريب أن أحد أشكال القومية نفسها تصاحبه أهداف سياسية تتمثل في السلام والرخاء الإقليميين هو الذي يمكن أن يقدم أساساً لقيام الثقافات الإقليمية بل ربما العالمية. ونقصد بذلك النزعات القومية التي تعرف "بالوحدوية". وتعرف بأنها محاولة توحيد عدة دول متجاوزة في العادة في جماعة سياسية واحدة على أساس وحدة السمات الثقافية أو "أسرة ثقافات". ومن الأمثلة التاريخية لهذا النوع من القوميات "الوحدة العربية" و "وحدة الشعوب التركية" و "الوحدة الأفريقية" وبدرجة أقل "الوحدة الأمريكية اللاتينية".

Releases Date 2000
Category سياسة / سياسة دولية
Edition 1
Cover Type Normal
#Pages 418
Available Volumes 1
Size 24*17