شاعر من مزاج خاص، شوقي أبي شقرا.
عرّاف شفاف، طويل، كأنه ساحر فرعوني. عصاه اللغة يلقيها فإذا هي جدول ونافورة وعصافير كثيرة، وإذ بكتابه هذا، قارورة معتقة من الوجد والتجلي والخدر اللذيذ الناعم.
شوقي أبي شقرا، مؤسس الدهشة والغرابة في حداثتنا الشعرية، وحارس القيم والعادات والمفردات المنقرضة، ملسوع الآن بالنار المقدسة، مشتعل الرأس شيباً، بالغ النضج، بالغ الغرابة، من دون أن تغادره الشيطنة والشقاوة، والقوة التي تخوله جعل كل ما هو مهمل وعقوق في اللغة، وفي الحياة، لحظات شعرية نادرة.