العربية أداة للوحدة والتنمية وتوطين المعرفة Out of Stock

$ 8

حين نعالج سوء ما تلقاه لغتُنا التي هي وعاءُ حضارتنا وعنوانُ هويَّتنا، في بيئاتها ومجتمعاتها، على يد أهلها وذَويها من نُكران واستخفافٍ وزِراية وإهمال، ونُقبِل عليها بما تستحقه من حب ورعاية واعتزاز، ونعترف بقيمتها في وجودنا وحياتنا، ونَعِي أهميَّتها وضرورتها في حل كثير من قضايانا المجتمعية والثقافية وحتى السياسية والاقتصادية والتنموية، وحين يتحسَّن وضعُنا الحضاري العام بكافة مكوِّناته ويتجاوز مرحلة التردّي التي توقَّف عندها، إذ ذاك سنجد أن كل الأمور الأخرى التي تُصوَّر لنا على أنها مشاكل مستعصِية طالما اتُّهِمت بها العربية ظُلمًا وتعسُّفًا، آخِذةٌ في الزَّوال والذَّوَبان بأسهل وأسرع مما كنا نتصوَّر، لأنها لم تكن من الأمور الأساسية والجوهرية وإنما تمَّ تضخيمُها وتهويلها أكثر من اللازم لصد الناس عن لغتهم وتنفيرهم منها. ومع ذلك فالعيوب والنقائص لا تخلو منها لغةٌ بشرية، ولا شيء منها يستعصي على الإصلاح والمعالجة إذا توفّر المناخُ المناسب والنيَّة الحسنَة، والإرادةُ والعزيمةُ، والتخطيط المُحكَم. ثم إن إصلاح اللغة - أية لغة - يأتي مع تحريك عجَلتها وتشغيل آلياتها ومتابعتها في سيرها وملاحظة ما يعوقُها أثناء ذلك. حياةُ اللغة في الاستعمال وموتُها في الإهمال. قاعدةٌ ذهبيةٌ لا تحتاج إلى جهد كبير لاكتشافها والتحقُّق من أهمّيّتها. لكن، ما الذي يجعل شعوبَنا ومجتمعاتنا العربية تُفرِّطُ في لغتها؟ وكيف لها أن تستعيد الوعي بأهميتها وحيويّتها وضرورتِها في حياتها ومستقبلها باعتبارها أداةَ وحدتِها وشرطًا من شروط نهضتها الحضارية أكثر من أية أداةٍ أخرى؟ (من مقدمة الكتاب)

Releases Date 2019
Category علوم إجتماعية / علم إجتماع
Edition 1
Cover Type Normal
ISBN 978-614-445-313-1
#Pages 216
Available Volumes 1
Size 24*17