رسائل إلى ضياء

$ 25

جل ما فعلته والدتي في حياتها كان الحفاظ على تراث والدي الفكري والمادي. لا أزال أذكر حرصها الشديد، الذي فاق في بعض الأحيان حرصها على نفسها، للإبقاء على الرسائل سالمة من المصادرة والإتلاف. وكأن هذه الرسائل تختصر سيرتها وذكرياتها. ماثلت الرسائل، إلى جانب علبة خشبية ثمينة، أعز ما لديها. فلقد وضعت أمي داخل العلبة خصلة من شعر والدي، وكذلك قطعة من بدلته التي كان يرتديها يوم إعدامه، وقد جاء بهما أحد الأصدقاء.
يوم علمت والدتي بإغتيال زوجها، اتشحت بالسواد، ورفضت نزعه حتى يوم وفاتها حين أعلنت "فك حدادها"، وطلبت منا، نحن بناتها، أن نلبسها ثوباً أبيض، وأن نضع قربها العلبة الخشبية لترافقها إلى مثواها الأخير.
غادرت أمي وهي متشوقة للرحيل دون خوف أو وجل. رحلت، مسرعة الخطى، للقاء زوجها بحلتها البيضاء كما لقته يوم زفافها. ذهبت راضية، مطمئنة إلى أنها مشت على دربه الشاقة حتى النهاية. أخذت معها العلبة الخشبية الثمينة، وتركت لنا الرسائل علنا ننشرها يوماً.
الرسائل التي خطها أنطون سعادة إلى حبيبته وزوجته تغطي الفترة الزمنية الممتدة ما بين العام 1939 بعد مغادرته لبنان والعام 1949 السنة التي أعدم فيها.؟ وفي هذه الرسائل يطلق

Releases Date 2001
Category ببليوغرافيا ومذكرات / رسائل
Edition 1
Cover Type Artistic
ISBN 1-901059-251
#Pages 250
Available Volumes 1
Size 31*25